البيان التاسيسى لمنتدى الوفد الليبرالى

قدم الوفد خلال انتخاباته الرئاسية الماضية نموذجا مشرفا لاحترام مبدأ تداول السلطة ، وهو ما يعكس بوضوح إيمانه الشديد بقيم الديمقراطية والليبرالية .


وبغض النظر عما شهدته المعركة الانتخابية من إحداث وتصرفات لا تلقى قبولا من قبلنا ، فقد انتهت بفوز الدكتور السيد البدوي برئاسة الحزب ، وبات الرئيس الشرعي له بما يحمل ذلك من تبعات والتزامات متبادلة بينه وبين جموع الوفديين ، وهى النتيجة التي سلم بها الوفديين وفى القلب منهم الدكتور محمود أباظة منافس البدوي ، والرئيس السابق للوفد والذي أجرى الانتخابات ومعه منير فخري عبد النور سكرتير عام الحزب بنزاهة وشفافية وحيادية ، وهو ما لم يحدث في مصر منذ انتخابات 1924فى أعقاب ثورة 1919 والتي أجراها يحيى باشا إبراهيم رئيس الوزراء حينذاك وسقط فيها كمرشح إمام احمد مرعى مرشح الوفد .


وفى أعقاب الانتخابات وما شهده الوفد من حراك نتيجة للصورة المذهلة والرائعة التي جرت بها العملية الانتخابية، والتي تحسب في المقام الأول والأخير للوفد ولمحمود أباظة وفريق عمله ، تباينت مواقف الوفديين واختلفت حول ما يجرى في الوفد ، سواء فيما يتعلق برغبة البعض في إقصاء الآخرين ، أو تصفية حسابات قديمة ، أو ضم شخصيات عامة لا تتفق وثوابت الوفد ، أو اتخاذ مواقف سياسية لا تلقى قبولا أو ارتياحا لدى قطاع واسع من الوفديين .


وفى هذا الإطار وطبقا لما يحدث في الأحزاب الديمقراطية العريقة ، والتي بات الوفد واحد منها بتجربته الرائعة ، يقود التيار الفائز دفة الأمور، ويبقى للأقلية التي خسرت المعركة أن تعبر عن مواقفها تجاه ما يحدث داخل حزبها في حرية ووضوح سواء فيما يتعلق بالأمور التنظيمية أو المواقف السياسية للحزب ، أو تجاه ما تشهده الساحة السياسية للوطن من معارك أو قضايا.


ومن هذا المنطلق قررنا نحن مجموعة من المنتمين لجيل الوسط ومن شباب الوفد تأسيس المنتدى الوفدي الليبرالي ، ليكون نافذة لنا في التعبير عن آرائنا ومواقفنا ورؤيتنا لما يحدث داخل الوفد ، أو فيما يتعلق بمختلف قضايا الوطن، امتداداً لتاريخ طويل من النضال في مواجهة الأفكار والرؤى الجامدة والتقليدية ، وانطلاقاً نحو قيم أكثر رحابة وآفاق تستوعب رؤى وطموحات أجيال قدمت الكثير من أجل مقرطة حزب الوفد وحانت لحظة تشكلها في تيار يسعى لاعتماد قيم الليبرالية ويؤصل لها داخل الوفد وخارجه .


وذلك إدراكاً منا للحظة الفارقة في حزبنا العريق، والتي شكلت مرحلة انتقال السلطة الأعلى فيها نموذج لإرساء دعائم ديمقراطية ليبرالية، لاسيما في ظل المرحلة القادمة والتي ينبغي أن تؤسس على مجموعة من القواعد أهمها الانتقال إلى المؤسساتية وانتهاج آليات ديمقراطية في إدارة شئون الحزب وتبني خطاب وفدي ليبرالي، يدشن الليبرالية السياسية والاقتصادية، ويطرح الوفد باعتباره المعبر الرئيسي عن مطالب القوى الليبرالية داخل الوطن.


وكما يعلم الجميع فقد كانت مبادرة مجموعتنا من جيل الوسط والشباب للوقوف في وجه ديكتاتورية الرئيس المخلوع الدكتور نعمان جمعة أولى إرهاصات الإصلاح في الوفد , بعد أن ساهمت سياساته في فقدان الحياة السياسية المصرية للوفد باعتباره واحد من أهم رموزها ,وحالت رؤيته الشمولية وإنفراده بمقاليد الأمور داخل الحزب، دون تطوير مسيرة الحزب وأهدافه فضلاً عن برنامجه.


وإيمانا منا بأن إرادة الوفديين هي مناط الشرعية داخل الوفد، فقد كنا في مقدمة من ساهموا بجهودهم ودمائهم في عودة الوفد إلى مساره الطبيعي والوصول بالوفد إلى الأداء والممارسة التي تأملها الحياة السياسية المصرية والتي يشكل الوفد علامة بارزة في ماضيها وحاضرها ومستقبلها.


وقد كان لزاماً علينا أن تستمر حركتنا دعماً للمكتسبات الديمقراطية وتطوير الأداء المؤسسي داخل الحزب واعتماد قيم الديمقراطية الليبرالية كخط سياسي واضح في خطاب الحزب وبرنامجه ، والتي تبلورت من خلال حركة الإصلاحيين في مواجهة الرئيس المخلوع ، وقدم الوفديون خلالها اسمي صور التضحية والفداء و التعاون وبرهنوا علي أن الوفد اقوي واعز عند الوفديين من أنفسهم.

كانت غايتنا جميعا الإصلاح من اجل الديمقراطية وعودة الوفد لتصدر المشهد السياسي المصري بما يليق بمكانة الوفد و طموحات الوفديين من اجل رفعة هذا الوطن.


ومن ثم سنعمل كتيار فكرى داخل حزب الوفد وخارجه من اجل استمرار مسيرة الحزب التي بدأها الزعيم سعد زغلول وأثبت الوفديون خلالها قدرتهم على تجاوز كافة الصعاب والمحن .

وتتبلور رؤيتنا وآلياتها في العمل من خلال:

• الحفاظ على قيم الوفد الليبرالية المتمثلة في الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية كمرجعية أساسية للوفد.

• دعم مسيرة الديمقراطية داخل الحزب من خلال احترام لائحة الحزب الداخلية والالتزام بها .


في إطار القيم التالية :

• الإيمان بالحوار المفتوح و التواصل البناء مع كافة الوفديين.

• أن نكون بمثابة خط الدفاع الأول ضد كل من يحاول العبث بمستقبل الوفد أو أن ينحرف به عن مساره الطبيعي.

• لا نحتكر لأنفسنا الحقيقة ولا نملك وحدنا الرؤية الثاقبة بل نتعاون مع الجميع.

• العمل من اجل بلورة رأي واضح في القضايا الوطنية ينطلق من رؤيتنا الوفدية وفتح النقاش العام داخل الوفد و خارجه حول القضايا المطروحة.

• فتح قنوات الحوار والتواصل مع مختلف القوي السياسية والعمل علي خلق رأي عام وفدي في الشارع المصري

• أن تكون لنا وسائلنا في التعبير عما يحدث داخل الوفد ومناقشة القيادات والتحاور معها فيما تتخذه من قرارات.


وبديهيا أن معركة الإصلاح التي خاضها الوفد و رجاله جعلتنا جميعا ندرك حقيقة ودور الوفد في الحياة السياسية المصرية ونتفق جميعا علي الإصلاح وان اختلفت بعض الوسائل ،مؤكدين علي أن الاختلاف احد سمات الديمقراطية و أن الوفد حوي طوال تاريخه رجالا يختلفون كثيرا ، ولكنهم يتفقون علي أهم شيئين مصر و الوفد.


أننا ونحن نأمل في مواصلة مسيرة الإصلاح و التي ما زال أمامها الكثير و الكثير نؤمن أن الوطن و الوفد في حاجه إلي جميع أبنائه الذين قدموا الكثير و ما زال أمامهم الكثير ليقدموه .

الوفد كان دوما وسيظل فكرة في قلوب وعقول أبنائه تكبر قدر إيمانهم بالفكرة والعمل علي رعايتها وتنميتها دون النظر إلي إي أشياء أخري ،فدعونا ونحن نواصل مسيرتنا أن نتجاوز أزمات المعركة الانتخابية وندعو الجميع إلي مصالحة شاملة تلبي إيماننا جميعا بقيم وتقاليد الوفد , ونتعلم جميعا إن اختلافنا في الوسائل ليس مبررا للفرقة أو الخلاف أو الإقصاء , وان الوفد في حاجة إلي جميع أبناءه المخلصين وما أكثرهم .


إن البيت أولي بأبنائه وبيت الأمة كان و ما زال ملكا لأبنائه .


الأعضاء المؤسسين لمنتدى الوفد الليبرالي